نيابة عن اتحاد النقابات العالمي وقيادته، اسمحوا لي أن أتقدم لكم بأطيب تمنياتنا لقيادة و أعضاء الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بمناسبة الذكرى 58 لتأسيسه.تمنياتنا أيضا أن تخلد و تكرم مساهمة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب و أن يكون مستقبله مشرقا ومثمرا لصالح العمال العرب و العمال دوليا.
أيها الإخوة و الأخوات،لن أتكلم في هذه المداخلة عن التاريخ و لن أتطرق الى الماضي .لن أعرج على المسار المشترك من النضال للعمال العرب و اتحاد النقابات العالمي اللذين شقا طريقهما معا لسنوات عديدة.ولكن سأتحدث عن تضامن اتحاد النقابات العالمي و عمال العالم مع النضال في قناة السويس، و النضال ضد الاستعمار، و النضال من أجل التحرر الوطني، و نضال الشعبين الفلسطيني و اللبناني و النضال ضد الإمبريالية. سأتحدث عن دعم اتحاد النقابات العالمي و الاحتجاج المتواصل ضد الحروب في أفغانستان و في العراق و في ليبيا والتهديدات ضد سوريا وإيران.ولكن التاريخ في حد ذاته إذا ما قرأتموه بقلب مفتوح فسيظهر لكم أن اتحاد النقابات العالمي كان حليفا مستقرا و صادقا و حقيقيا للشعب العربي على مدى السنوات منذ تأسيسه سنة 1945.ومع ذلك أعتقد أن التطورات الأخيرة في الدول العربية علمتنا أنه يجب علينا أن نتطلع الى المستقبل و نرى التغييرات التي تبحث عنها الشعوب.فما هي رؤية اتحاد النقابات العالمي للعالم العربي و أفريقيا؟ ما هي استراتيجية اتحاد النقابات العالمي كمنظمة نقابية دولية تجاه العمال العرب؟ لماذا ينبغي على المنظمات النقابية العربية ان تصغي للنداء و تنضم الى صفوف اتحاد النقابات العالمي؟ان كافة جهود اتحاد النقابات العالمي تهدف الى توحيد الطبقة العاملة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الجنسية أو العقيدة الدينية أو الأيديولوجية في النضال من أجل الحقوق الاجتماعية للعمال و النضال من أجل مصالحهم الخاصة .تهدف كل جهود اتحاد النقابات العالمي الى توحيد الطبقة العاملة مع الطبقات الاجتماعية الفقيرة للمجتمع و طبقاته المنتجة : الفلاحين و أصحاب المهن الحرة و الصيادين و الفقراء من أجل أن يبنوا معا مجتمعات مزدهرة دون استغلال الإنسان من قبل الإنسان .ان اتحاد النقابات العالمي يرى في أفريقيا القارة التي تمتلك كل الثروات والإمكانات والتي لا تنفك تقسم و يسيطر عليها و تنهب من قبل القوى الأجنبية والمحلية و الشركات المتعددة الجنسيات .تهدف كل جهود اتحاد النقابات العالمي الى الحصول على مستقبل أفضل للشعب العربي و قوى عاملة متعلمة و المدفوعة الأجر جيدا مع ضمان حقوق الضمان الاجتماعي، و الاكتفاء الغذائي، و نظامامدادات حديثة للمياه، و التعليم النوعي و النظام الصحي، و نظام نقل فعال و بأسعار معقولة. مستقبل توظف فيه الموارد الطبيعية لمصلحة الشعوب أنفسهم و من أجل ازدهار المجتمع.و اننا على يقين أن هذا لن يظل فقط رؤية. لقد ناضل أسلافنا ضد الاستعمار والإمبريالية، ناضلوا من أجل الحقوق و الحريات النقابية، حاربوا من أجل ما يتمتع به العمال اليوم.ان واجبنا هو أن يستمر هذا المسار بمزيد من التصميم و النجاعة.لهذا سيواصل اتحاد النقابات العالمي توظيف كل إمكانياته لدعم المنظمات النقابية في البلدان العربية و لدعم منظمتهم : الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب . و لتصبح هذه الرؤية حقيقة، نحتاج الى منظمات قوية و مستقلة و ديمقراطية و حديثة و مناضلة و طبقية من شأنها أن تناضل يوما بعد يوم لتلبية الاحتياجات المعاصرة للشعوب العاملة .ان اتفاقية تحالف اتحاد النقابات العالمي – منظمة الوحدة النقابية الافريقية – الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دليل على العصر الجديد للتنسيق الإقليمي والدولي في ظل الاحترام المتبادل والمساواة لصالح العمال العرب و الأفارقة و في جميع أنحاء العالم .هذه هو التزامنا .و ختاما، نعرب عن تمنايتنا وتضامننا مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ليس فقط لذكرى تأسيسه ال 58 ولكن أيضا تمنياتنا له بمستقبل مثمر و
مشرق
الكسندرا ليبري، رئيس قسم الإعلام والاتصال باتحاد النقابات العالمي