في الثالث من تشرين الأول 1945، وفي رماد الحرب العالمية الثانية، في قصر شاليوت في باريس، اتحدت النقابات العمالية من جميع أنحاء العالم لتأسيس اتحاد النقابات العالمي. ولا تزال هذه اللحظة التاريخية محفورة في ذاكرة الحركة العمالية العالمية، حيث شكلت بداية نضال اتحاد النقابات العالمي الدائم من أجل حقوق العمال، الكرامة والتضامن العالمي. من أجل عالم خالٍ من الحروب والتدخلات الإمبريالية ومن دون تمييز واستغلال الإنسان للإنسان.
منذ تأسيسه، نما اتحاد النقابات العالمي ليصبح صوتًا قويًا للعمال، محافظًا على التزام لا هوادة فيه بالنضال الطبقي والوحدة. وحشدت النقابات المنتسبة لاتحاد النقابات العالمي في جميع أنحاء العالم، لحماية حقوق العمال والتصدي لمحاولات الحد من الحريات النقابية.
على مدار 80 عامًا، ظل اتحاد النقابات العالمي منارة للأممية وتنظيم الاحتجاجات والإضرابات والندوات التعليمية في جميع أنحاء العالم. وقد مكّن العمال من المطالبة الجماعية بالصحة والسلامة والعدالة، وأثبت أنه لا يمكن لأي أزمة أن تثني الالتزام بعالم خالٍ من الاستغلال.
ونحن نحتفل بهذا الحدث الهام، فإننا نحيي جهود اتحاد النقابات العالمي المستمرة لتوحيد العمال من جميع الأمم والأجناس والأعمار تحت رؤية مشتركة للتحرر من الاستغلال الرأسمالي. يظل نهج اتحاد النقابات العالمي ذو التوجه الطبقي هو الطريق نحو مستقبل يتحرر فيه العمال من الفقر والتمييز وعدم المساواة. نحن نكرم نضالات الحركة النقابية العالمية ذات التوجه الطبقي من أجل السلام وضد الحروب الإمبريالية على مدار العام، ونحن ملتزمون بمواصلة وتعزيز هذه النضالات.
هذه الذكرى السنوية هي دعوة للعمل. نحن ملتزمون بتعزيز مبادئ اتحاد النقابات العالمي من خلال إشراك العمال الشباب، ومعارضة التدخلات الإمبريالية، وتعزيز الحقوق العالمية في الصحة والتعليم والعمل الكريم. نحن نسعى جاهدين من أجل مستقبل متجذر في التضامن العالمي والنضال الجماعي.
سيكون عام 2025 عامًا مليئًا بالأنشطة المختلفة من كل الأشكال التي تقوم بها الهيئات والهياكل والمنتسبين لاتحاد النقابات العالمي، والمكرسة لذكرى مرور 80 عامًا من تاريخنا المجيد. نحن، لجنة الشباب العامل في اتحاد النقابات العالمي، سنعمل على إثراء وتعزيز هذه الأنشطة.
سيواصل الشباب العامل العالمي ذو التوجه الطبقي التفاني والتنظيم والنضال من أجل تعزيز اتحاد النقابات العالمي، من أجل العمل الكريم والحياة الكريمة!
مرسيليا
23 تشرين الثاني 2024