فقط بنظم الرعاية الصحية المجانية والعامة والتركيز على الوقاية بإمكانها تقديم اجابة ملائمة .
ان وباء الايبولا الذى ضرب بصفة اساسية ليبريا وسيراليون وغنيا جنوب القارة الافريقية ويهدد العالم بأسرة قد قتل آلاف من البشر وتسبب فى الذعر للملايين الآخرين .
وكما اعترف كبار المسئولين فى منظمة الصحة العالمية، بانتشار الوباء بصورة كبيرة على مدار الاسبوع الماضى وحوالى 70% من الناس المصابون يموتون بسبب نقص مرافق الرعاية الصحية الملائمة .
يأتى هذا الوباء فى المقدمة لأكثر الطرق مأساوية ومزمنة والجروح العميقة فى القارة الأفريقية من قِبل الاستعمار والنهب المتواصل للموارد المنتجة للثروة وكذلك الديون العامة المرتفعة التى تجعل من الدول الافريقية واقتصادياتهم مستعبدة الى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى والمجموعات الاحتكارية .
تنحصر المشاكل المزمنة والحاسمة التى سهلت لوباء الايبولا فى التالى :
الفقر و سوء التغذية ونقص البنية الاساسية للرعاية الصحية والرخاء الاجتماعى وإمكانية الحصول المحدودة لنظام تعليم مجانى وعام قادر على القضاء على الأمية وتأثير المحاباة والخرافات والأحياء الفقيرة التى تتواصل فى التواجد قد الحقت العار للبشرية والخطورة على الصحة العامة ، وكذلك العسكرة وعنف الدولة الذى هو رد آلية الدولة المذعورة .
يُعبر اتحاد النقابات العالمى عن سخطه للوضع الحالى لمرافق الرعاية الصحية القائمة فى الدول المذكورة أعلاه التى نتجت عن تقدم اطقم للخدمات الطبية يجازفون بأرواحهم الخاصة دون اى تدابير سلامة مثل ( القفازات والكمامات الواقية) . ونتيجة لذلك ، كان من بين الوافيات اطقم معالجون ” أطباء وغيرهم” التى ارتفعت الى مستويات عاليه .
ان اتحاد النقابات العالمى وجميع اعضائه على مستوى العالم كان قد اقام فى الماضى يومين من الحراك العالمى لاستنكار وإدانة دور الشركات متعددة الجنسية لصناعة الدواء التى تتربح من معاناة الناس .
ان تخفيضات ميزانية الدولة فى تمويل المؤسسات العامة فى مجال البحث وإنتاج الادوية والرعاية الصحية فى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى يزيد من تفاقم المشاكل بينما يعملون فى صالح خصخصة تلك المجالات والاتساع لسيطرة وتحكم الاحتكاريين على الصناعة ومناهضة الايفاء باحتياجات الشعوب .
فمن الواضح جدا فى حالة الايبولا وكذلك الابحاث والإنتاج والرعاية الصحية قد سُيرت من قِبل قوانين التنافس الاحتكارى والأرباح ، وسوف تعانى الشعوب من الأمراض التى من المفترض ان تكون قد انقرضت او تم التحكم فيها بدرجة كافية .
علاوة على ذلك ، بالتباين التام للسياسة الامبريالية لأمريكا وبريطانيا اللتان هم فى منتصف الأزمة قد اوقفتا فرصة ارسال فرق جديدة الى افريقيا . ويشعر اتحاد النقابات العالمى بالجدير بالذكر لتهنئة الحكومة الكوبية وشعبها للقرار البطولى لإظهار اعظم الطرق الانسانية للتضامن مع الشعوب الأفريقية وذلك بإرسال مجموعة كبيرة من الأطباء والأطقم الطبية المساعدة الى ليبيريا وغنيا من اجل تقديم المساعدة لإسعاف مرضى الايبولا . فهناك اكثر من 50.000 طبيب كوبى وأطقم طبية يعملون فى 66 دولة حول العالم ، وبالتحديد 4.000 منهم فى البلدان الأفريقية يقدمون خدماتهم الصحية عالية المستوى كصورة من التضامن العملى .
نهنئ اعضائنا من اتحاد عمال كوبا CTC وأعضائه فى قطاع الصحة الذين اثبتوا ببطولة التضامن الدولى .
ان اتحاد النقابات العالمى الذى يمثل 90 مليون عامل فى 126 دولة يعيد التأكيد على موقفة الراسخ الخاص بالرعاية الصحية الوقائية العامة والمجانية ونظام رعاية صحية ملائم كونهما افضل الحلول لجميع القضايا الصحية.
يناضل اتحاد النقابات العالمى من اجل :
• خلق مؤسسات رعاية صحية معاصرة وملائمة ومجهزة بالكامل فى كل الدول التى ستكون جزء من الجمهور العريض ، تصميم نظام رعاية صحية مركزية ومجانية لتقديم الخدمات الصحية المناسبة لجميع السكان على جميع المستويات الحياتية. وتوفير العدد الكافى من الأطقم الطبية والإيفاء بحقوق العمل والظروف الملائمة للعادات الصحية والسلامة باعتبارهم عوامل هامة .
• تشكيل مؤسسات عامة للبحوث والإنتاج والتوزيع للتوريدات الدوائية المجانية او رخيصة الثمن والدواء والتطعيم لجميع الناس .
• القضاء على الأمية عن طريق ضمان امكانيات الوصول للتعليم العام والمجانى لجميع الناس .
• من اجل سياسة الدولة التى سوف تحل مشاكل الاسكان فى العديد من البلدان .
• القضاء على الفقر والجوع . فالقارة الأفريقية غنية بمواردها الطبيعية وقدراتها الزراعية ، فإذا تم وضع تلك الاشياء تحت رقابة وخدمة الشعب فسوف تؤدى الى تحسين سريع للمعايير المعيشية للناس البسطاء والقضاء الصارم على الأمراض والفقر .
الأمانة العامة