الأصدقاء والمناضلون الأعزاء
بداية ، أود ان اعبر لكم عن خالص تقديرى للثقة التى منحتموها لى بانتخابكم لى أمينا عاما لاتحاد النقابات العالمى . نيابة عن اتحاد عمال “بامى” اليونانى ، الحركة النقابية الطبقية الموجهه فى اليونان ، نشكركم لإعادة دعمكم . وبإعادة انتخابى ، اشعر بالمسئولية العظمى تجاهكم وأُلزم نفسى بتقديم أفضل جهودي للنضال من اجل تعزيز اتحاد النقابات العالمى وتحرير الطبقة العاملة الدولية .
الأخوة والأخوات الأعزاء
منذ ان تم انتخابى فى عام 2005 لمنصب الامين العام ، حاولت دائما المحافظة معكم على العلاقة الرفاقية والصادقة والمستقيمة والواضحة . وهذا ما أود مواصلته اليوم ودائما ، ولهذا ، اُعلمكم بأن هذه هى الدورة الأخيرة لى كأمين عام لاتحاد النقابات العالمى . فى المؤتمر العام القادم سوف ننتخب رفيق اصغر سنا بالمعايير الملائمة . ولدينا المقدرة والاستحقاق والمناضلون فى اسرة اتحاد النقابات العالمى . هذا المناضل الذي سوف نختاره جماعيا ونثق فيه لقيادة منظمتنا لسنوات قادمة .
لمن واجبنا والتزامنا للمساعدة الفاعلة ليس فقط بالكلمات من اجل تطوير كوادر جديدة ، والتزامنا فى نفس الوقت من اجل قيادة تعرف وتتفهم وتدرك متى يكون الوقت للتخلى . قائد من الحركة النقابية للطبقة الموجهه يلتزم بالتخلي وليس بالإطاحة . عندما يحين الوقت عليه افساح المجال لرفاق اصغر سنا . فى حركتنا العديد من الكوادر . لا احد يمكن استبداله . فالاستبدال فقط لهؤلاء الراقدون فى قبورهم .
الزملاء الأعزاء
اسمحوا لى بالتعبير عن خالص امتناني لكل هؤلاء خلف الكواليس الذين عملوا بجد لما يقرب من عام من اجل تنظيم هذا المؤتمر . أود ان اشكر رفاقنا من جنوب افريقيا ، زولا – لوسيان – لولاميل – زانيلى – سكومبوزو – نتومبى – لووفرت والعديد الآخرون ، وكذلك الجهاز الادارى للمكتب الرئيسى للاتحاد فى اثينا والمترجمين والسائقين والصحفيين المتواجدون هنا اليوم وجميع اعضاء الجهاز الادارى لمركز المؤتمرات والفنادق . ونيابة عن جميع الوفود والمراقبون ، نعبر لكم عن خالص تقديرنا وحبنا .
والآن اسمحوا لى بالانتقال الى نتائج المؤتمر
الاستنتاج الاول : كان المؤتمر منفتحا وديمقراطيا وطبقى موجه وأممى . مؤتمرا وافق وعكس تاريخ إحدى وسبعون عاما لاتحاد النقابات العالمى . فلقد استمعنا الى 112 متحدث من 103 دولة . تحدثوا بحرية وقدموا مقترحاتهم وانتقاداتهم ، والبعض منهم قدم نقدا ذاتيا ، فالنقد الذاتى له قيمة خاصة لأنه يتطلب الشجاعة والصدق . النقد الذاتي جنبا إلى جنب المضاهاة الرفاقية والنقد يمثلون الادوات الاساسية لتحسين النضال .
كانت اعمال مؤتمرنا مفتوحة على الدوام لوسائل الاعلام وجميع المراقبين والضيوف ، وعملت إدارة المؤتمر ولجانه على أعلى مستوى .
بالأمس صوتنا عن طريق الاقتراع السرى المنظم من قِبل لجنة الانتخابات المستقلة ، وانتخبنا الامين العام ، صوتنا بديمقراطية وحرية لما يقرب من ساعة ، وانتخبنا كذلك رئيسا جديدا لاتحاد النقابات العالمى ، الرفيق/ مازونديل ماكوايبا . ويُعد انتخابه خطوة ايجابية لمنظمتنا وأيضا لإلقاء الضوء على الأولوية التى نعطيها للقارة الافريقية وجهودنا لتعزيز الحركة النقابية . ولما يقرب من ساعة كذلك ، سيكون الاقتراع السرى الثانى المنظم من قِبل لجنة الانتخابات المستقلة فى جنوب افريقيا لانتخاب مجلس رئاسى جديد ولجنة المراقبة المالية الجديدة .
منذ لحظات مضت ، اعتمدنا معا عن طريق التصويت برنامج العمل وخطة العمل للدورة القادمة 2016 – 2020 . والتى تم تقديمها نيابة عن لجنة القرارات من قِبل الرفيق/ سواديش ديفروى . قرارا طموحا وواقعيا ومعاصرا وضروريا ، قرارا ناتج عن مقترحات ومناقشات ما قبل المؤتمر وتمت خلال المؤتمر . وهو
ماذا تؤكد هذه الصورة العامة ؟
السِمة الديمقراطية والمنفتحة والموحدة لمؤتمرنا .
النتيجة الثانية : هناك مهام تنظيمية جديدة لنا جميعا ، وحتى مسئوليات كبيرة لكوادرنا ومهام كبيرة والمزيد من التوقعات الجادة من اجل التعزيز التنظيمى للحركة النقابية للطبقة الموجهه . لحركة تنظيمية راسخة وشاملة ومناضلة لتتمكن بفاعلية ونجاح الدفاع عن اعضائها وجميع العمال .
لهذا نحن نضع هذا المستوى التنظيمى من اجل :
• اعضاء جُدد لاتحاد النقابات العالمى .
• قطاعات جديدة للاتحادات النقابية الدولية القطاعية .
• بلدان ومناطق جديدة فى صفوفنا .
الآن فقط اعتمدنا عضوية ثلاث نقابات جديدة من روسيا وانجولا والولايات المتحدة الأمريكية فى اتحاد النقابات العالمى . الاهمية بما كان لعضوية تلك النقابات تُعد رمزا عظيما للاتحاد ولكن الأهم من ذلك تفتح مسارات جديدة من اجل اليوم وغدا .
لهذا ، صوتنا جميعنا هنا اليوم بالإجماع على القرار الذى سوف يضع جهودنا للمؤتمر القادم ، المؤتمر الثامن عشر لتصل عضويتنا الى 100 مليون عضو ، وسوف نعمل جميعا لهذه الخُطة للإشراف على الهدف الذى نريد تحقيقه .
هدفنا هو تعزيز الحركة النقابية على مستوى القاعدة وداخل اماكن العمل وفى الشركات متعددة الجنسية والقطاعات والمناطق وفى كل دولة وكل ركن على الكوكب .
نحتاج لنقابات نشطة وشاملة فى القاعدة لتوحيد العمال ضد الاستغلال والبرجوازية . نريد نقابات من القاعدة لتكون مدارس حقيقية من اجل الشعب العامل لتثقيفهم بكل شيء له علاقة بالنضال الطبقى . نريد نقابات تستطيع العمل داخل التجمعات الشاسعة وليس داخل النوادى المغلقة وليس الفئات البيروقراطية او النخب الصغيرة ولكن مدارس نضالية منفتحة .
استكمل على المستوى التنظيمى ، من اجلنا لتوضيح ضرورة تحسين الاداء للمجلس الرئاسى والأمانة العامة . تحتاج اجتماعاتنا لتكون اكثر اساسية وأكثر تحديد وذو فكرة رئيسية ولتفادى العمومية والوصف المبسط للمشاكل . نحن لسنا كُتاب لوصف الوضع فى بلداننا وقطاعاتنا . نحن كوادر وقادة نتحمل المهمة لتراكم القوى ولتنظيم النضالات الطبقية من اجل تغيير العالم وجعله عادلا اجتماعيا .
لدينا نفس التوقعات من المكاتب الاقليمية والاتحادات النقابية الدولية القطاعية . نوهت العديد من الخطابات على دور المنظمات القطاعية وقدمت امثلة قيمة وراسخة . طالب الجميع بهذا اليوم ، مع الشركات متعددة الجنسية والمجموعات الصناعية ” الكارتلات” واندماج الشركات والخصخصة ، اصبح دور الاتحادات النقابية الدولية القطاعية اكثر تعزيزا. ومن ثم ، يتطلب تقديم المزيد من المساعدة والاهتمام والعناية .
النساء اللاتى تحدثن والرفاق من الشباب والمهاجرين شددوا بوضوح على التنظيم وضرورة تعزيز وعمل اللجان ذات الصلة . المرأة العاملة والشباب والمهاجرين واللاجئين لديهم كل الحق لانتظار الكثير من التوقعات من اتحاد النقابات العالمى .
نقترح ايضا لنُقرر تشكيل لجنة من المحامين والعلماء الذين سوف يدافعون عن النقابات والعمال عند الحاجة لذلك .
علاوة على ذلك ، نتفق جميعا لتفويض سكرتارية جديدة لدراسة وتحليل وتقديم المقترحات غير الرسمية من اجل تأسيس اتحادات نقابية دولية ومكاتب اقليمية جديدة . من الآن فصاعدا سوف نقدم موافقتنا لتأسيس مكتب اقليمى جديد لاتحاد النقابات العالمى فى منطقة الاوروآسيا ” اليوراسيا” ليكون فى موسكو – روسيا .
النتيجة الثالثة : التى نتجت عن المؤتمر والعديد من الكلمات وهى ضرورة تعزيز نقاباتنا على المستوى الايديولوجى والسياسى . نحن لا نعمل فى بيئة معقمة ، نحن نعيش ونناضل ضمن الأصدقاء والمنافسون والأعداء . ولذلك ، نحتاج من منظماتنا وقادتنا ليتفهموا بوضوح ” من نحن والى اين ذاهبون ” .
نحن محقون فى النضال من اجل اجور افضل ، ومحقون للإضراب ضد الخصخصة والمطالبة باتفاقيات المفاوضة الجماعية وأوضاع الصحة والسلامة فى العمل والتعليم العام والمجانى والصحة والبيئة . كل ذلك ضمن دورنا الرئيس ، وعلينا الاستمرار للإيفاء بهذا الدور .
فى ذات الوقت ، كحركة نقابية وبنفس اللحظة ، علينا جوهرة مطالبنا ورفع محتوى وأشكال نضالنا بهدف مباشر لتحرير الطبقة العاملة من الاستغلال الرأسمالى . لجعل الطبقة العاملة طبقة رائدة وريادية مستعدة لتحقيق غايتها الاستراتيجية .
هو شكل من الفن ، لمزج النضال من اجل المشاكل اليومية ومن اجل المتطلبات المباشرة والوشيكة للآُسر الشعبية الذين لن يتحملوا العيش طويلا فى هذا النظام الاستغلالى الفاحش .
من ثم ، اذا كان هناك من يعتقد ب ” دعونا نقاتل اليوم من اجل الأجور وفيما بعد سنقاتل من اجل تعزيز الوعى للطبقات “، فهم يرتكبون خطأ فادحا .
لا يمكنك الكفاح ضد الخصخصة لمنجم لمدة شهر فى العام ، والعام التالى تناضل لإقناع العمال الذين تنتمى لهم الثروة .
من المستحيل الكفاح هذا العام من اجل اتفاقيات المفاوضة الجماعية والعام التالى تقول بأنك ستكافح من اجل التحرير . فتقسيم النضال الطبقى داخل صناديق معقمة ليس لها وجود اليوم .
وسيلتنا الرئيسية من اجل بيئة هدفنا الايديولوجى هى الأممية والوحدة لطبقتنا ومسارنا الكفاحي للنضال .
نعتقد بأن كل الكلمات دعمت وعززت جميع النقاط المذكورة فى الخطاب الافتتاحى . ولهذا ، نحن متفقون وسنمضى الى الأمام .
فى هذه النقطة ، ارجوا ان اوضح بأن المستوى الايديولوجى والسياسى الواضح لمساعدتنا هو مواجهة البرجوازية الدولية وآلياتها ودُماها داخل وسائل الاعلام والقيادات النقابية .
نرى الرأسمالية اليوم منظمة بصور افضل فى مؤسساتهم ولديهم آليات قوية فى كل مكان وسيطروا على جميع المنظمات الدولية ، وكثفوا من الاعتداءات ضد النقابات والمناضلين فى الحركة النقابية .
وللمواجه بشكل صحيح لهجوم اصحاب الاعمال ، علينا التسلح بالمعرفة العملية والأيديولوجية حيث بالمزج مع القوى التنظيمية يمكننا الدفاع والهجوم . بالنجاح فى كل مرة فى الزمان والمكان .
النتيجة الرابعة : علينا الايمان بقوانا الخاصة ، بقوة وأفضلية الحركة النقابية للطبقة الموجهه ضد تكتيكات النقابات الصفراء . فالنقابات الصفراء خطيرة على الحركة النقابية لأنها فى حقيقة الامر تُفتت الطبقة العاملة ويدعمون رأس المال والشركات متعددة الجنسية والاحتكاريين . فهم حلفاء ودُمى للامبريالية . لدى النقابات الصفراء العديد من الموارد المالية لإفساد النقابيين وشراء الوعى .
نحن ، كأسرة اتحاد النقابات العالمى ، علينا إقناع الجيل الجديد بأن النضال يستحق ذلك ، علينا ان نكون مثالا ايجابيا من اجل استعادة الحركة النقابية مكانتها المهيبة . وفقط مناضلوا الطبقة النضالية يمكنهم التعهد بهذا الدور واسترجاع الطبقات الشعبية الواسعة فى النقابات .
لدينا أولوية اخلاقية وأيديولوجية وسياسية ضد قيادات النقابات الصفراء .
لدينا أولوية اخلاقية وأيديولوجية وسياسية فى الموارد البشرية وكوادرنا .
لدينا كوادر لا يمكن شرائهم حتى اذا انفقوا كافة جواهر افريقيا . نحن لا نبيع أيديولوجيتنا ، ولا نبيع تاريخنا ، ولا نخون طبقتنا .
أرى امامى هنا الرفيق/ نازاريو من بيرو وأذكر كم الابتزاز الذي تعرض له فى جنيف – سويسرا خلال شهر يونيو حتى يسحب بيان استنكار اتحاد النقابات العالمى ضد حكومة شيلي ، ففي منتصف الليالي بسفارات بيرو وشيلى ، اتصل به الوزراء والبيروقراطيون والنقابيين الصفر وهددوه ! ولكن نازاريو لم ينحنى ولم يستسلم ، وقال مرارا وتكرارا وبفخر ” انا مع اتحاد النقابات العالمى “.
حسناَ ما فعلت ايها الرفيق/ نازاريو ! تهانينا لك ! نشكرك من اجل الرسالة التى قدمتها بموقفك .
وهنا كذلك فى الخلف ، الرفيق/ ايميل اولسن ، هذا الرفيق الشاب من الدنمارك ، قد تم طرده من لجان نقابته لأنه مع اتحاد النقابات العالمى . قد طُلب منه التخلى عن اتحاد النقابات العالمى او يفقد عمله ، لكنه بقى مع اتحاد النقابات العالمى. وفقد وظيفته ولكنه اكتسب الاحترام المتناهى فى قطاع عمال الانشاءات فى الدنمارك الذى اعترف به كقائد حقيقى .
هؤلاء هم كوادرنا . هذا هو كنزنا . هذا هو رد فعل اتحاد النقابات العالمى لجميع هؤلاء النقابيين المرؤوسين الذين من المفترض ان يقدموا لنا بطانة رفيقة على مناكبنا ، يقولون ” قلوبنا مع اتحاد النقابات العالمى ولكن … ” . المتعاونون مع الجانب الآخر يقولون ، انت كاذب ! و انت تحاول المزاح مع نفسك .
كلا من قلبك وجيوبك مع قيادات النقابات الصفراء .
أختتم رفاقى الأعزاء بمناشدتكم جميعا لتدوير الرسالة الشاملة والنتائج لمؤتمرنا بانفتاح وتوسع . علينا النضال معاَ من اجل تنفيذ النتائج ، وعلينا تسليط الضوء على قيمة وضرورة النضالات فى العالم المعاصر . الدفاع بكل الوسائل للتمسك بحق الإضراب .
لتكونوا تابعون حقيقيون للتاريخ العظيم لإحدى وسبعون عاما لاتحاد النقابات العالمى ، لتخبروا العمال بأنه عندما نذكر التاريخ ونضالات اتحاد النقابات العالمى ، فإننا لا نفعل ذلك من منطلق الحنين ، ولكننا نفعله لاستعمال الدروس الايجابية والسلبية ولبناء حركة نقابية طبقية موجهه قوية للمستقبل .
وبدون الأمس لا يمكنك بناء اليوم والغد .
نحن نُكرم تاريخنا !
نحن نُكرم شهداء نضالاتنا .
اقدامنا راسخة على الأرض ونتطلع الى الأمام .
جميعنا هنا نُلزم انفسنا بأنه بعملنا سوف نضع توقيعاتنا ، وسوف نكتب اسمائنا فى الصفحات النضالية الجديدة والمعاصرة فى تاريخ اتحاد النقابات العالمى .
الحياة المديدة للطبقة العاملة فى افريقيا !
الحياة المديدة للأممية والتضامن !
الحياة المديدة للطبقة العاملة الدولية !